المقالات التى كتبت عنه

فى جائزته بعد وفاته فى تخليده مقابلات صحفية

مقابلات صحفية

آخر حديث للأمير خالد بن أحمد السديري أمير نجران

شاءت إرادة الله أن تكون هكذا النهاية – وشاءت مشيئته أن تكون بهذا الشكل وشاءت قدرته أن تكون القاسم المشترك في هذه المحنة من حياة معالى الأمير المرحوم خالد الأحمد السديري أمير نجران . وقصتنا مع معاليه يرحمه الله هو في هذا الحديث الذى أجرته المجلة معه قبل سفره للعلاج بفترة قصيرة . ويصل الحديث إلى جدة بعد أن سافر معاليه إلى الخارج للعلاج .. وفكرنا طويلا في نشر الحديث أو إبقائه حتى عودته سالماً إلى أرض الوطن وإستقر بنا الرأي أخيراً على تأخيره إذ أنه ومن غير المعقول أن ينشر حديث الرجل وهو غائب عنا في ظرف حرج كهذا .. وطالت فترة غيابه – وطالت معها آلامنا وأحزاننا وكانت سحابة الحزن لم تتغير عندما تأتى سيرة الرجل على لسان أحد منا ، وكنا لا نملك أمام هذه الأحزان سوى الصبر والإيمان بالله بأنه سيعود .. وقد كان أقوى من أن يتحمل وأمناً بقدرة الله وإرادته فالإنسان لا يملك كل ما يريد . إننا ننشر هذا الحديث الذي يعتبر آخر حديث صحفي لمعاليه – وفاء للرجل وتقديراً لمشواره الطويل الذي بدأه منذ الأيام الأولى مع جلالة المغفور له الملك عبد العزيز في بناء الدولة وإرساء الأمن والإستقرار . وإلى حديث معاليه :

* معالي الأمير – ما رأيكم في أن تكون بداية الحديث عن نجران الماضى والحاضر ؟

- منطقة نجران لا شك أنها تعتبر من أكبر المناطق رقعة في المملكة . وماضيها معروف ، وتاريخها قديم وقد مرت عليها فترة من الزمن كانت فيها بعيدة عن مشاريع التنمية ، وقد أولتها الدولة الرشيدة إهتمامات مستقبلية إبتداء من إنشاء خط  نجران – الرياض وإنتهاء بمشاريع التعليم والزراعة وإقامة السدود التى ساعدت على إزدهار المنطقة بشكل جيد وملموس .

* معالي الأمير – ماذا عن مشاريع نجران الجديدة ؟

 - مشاريع منطقة نجران تتم بموجب خطة عامة لها فقد تمت الموافقة على الإهتمام بالنشاط الزراعى بالمنطقة – كما ووفق على إنشاء بعض الجسور التى تربط قرى نجران ببعض حيث تم إعتماد إنشاء ثلاثة جسور تم الإنتهاء من إثنين منها والثالث في الطريق .. إضافة إلى إنشاء الطرق التى تربط المنطقة بمدينة الرياض . ومستورة ، وتثليث ، والمجمع ، ويدمة ، مع ربط نجران بحزام أخضر يساعد على سهولة التنقل من قريه لأخرى عند نزول الأمطار .

* معالي الأمير – أهالى نجران كثيراً ما يعانون من قلة الرحلات التى تصل إلى المدينة – ما رأيكم في ذلك ؟

- إنها حقيقة مشكلة المشاكل – وأنا في الواقع من أهالى نجران ، وقد أدركت ذلك بنفسى وكل إنسان يأتى إلى نجران سيدرك ذلك . ومما زاد الموضوع تعقيداً في رأيي وعورة الطريق البرى الموصل إلى خميس مشيط .. وإننى قد عرضت الأمر على الجهات العليا ، وقد وجدت التجاوب التام ، وأملى أن يتم زيادة عدد الرحلات إلى المنطقة في القريب .

معالي الأمير – من خلال تجاربكم في الحياة وإتصالكم بعدد كبير من قبائل البادية – أسألكم ماذا وجدتم في عادات وتقاليد قبائل نجران ؟

- وجدت عندهم الأصالة العربية وحسن الرأي والقدرة على ضبط النفس . والكثير من الحكمة ، كما وجدت فيهم الإستعداد التام للتعاون مع الجهات الحكومية ، هذا جزء من كثير مما عرفته عنهم وهم إمتداد لعادات وتقاليد قبائل المملكة المتعددة .

* حياة معاليكم الخاصة ..

* شخصية يعتز بها معاليكم – من هي ؟ - هذه الشخصية بدون شك – هي شخصية الملك عبد العزيز رحمه الله .. وهو أكبر من أن يتكلم بها الإنسان أو يحيط بجوانبها في حديث مثل هذا . وقد كتب المؤرخون العرب والغربيون الكثير عن حياة هذا الزعيم المسلم وما أكثر ما يعجبنى بيت الأخطل الصغير حيث  يقول :

عبد العزيز وما مدت أكفهمو          إلا إليك إذا قالوا من الرجل ؟

* شباب اليوم ماذا يعجبك فيهم معالي الأمير ؟

- تمسكهم بكتاب الله وسنة رسوله وإلتزامهم بعادات وتقاليد هذا البلد وكم يزعجنى البعض منهم عندما يحاول تقليد الغرب في أمور بعيدة كل البعد عن مبادئهم وواجباتهم الدينية – وعلى أي حال فقد أصبح لدينا جيل من الشباب المثقف الذي يمكن الإعتماد عليه في بناء الدولة على الأسس السليمة التي سار عليها الأجداد .

* ما رأي معاليكم في الصحافة – الإذاعة – التلفزيون ؟

- الإذاعة : إستطاعت أن تكون جمهورها من المستمعين ببرامجها المتعددة . – التلفزيون : قطع شوطاً كبيراً جداً ، ومتابعته لتغطية الأحداث العالمية من الأشياء الجيدة . – الصحافة : أصبحت لا تقل قدرة عن مستوى الصحافة العربية وما ينقصها حالياً هو التركيز على جعل العاملين بها من أبناء الوطن .

* الكاتبة السعودية .. ما رأيك فيها ؟

- هى لا تقل قدراً عن الكاتب السعودي ، وصراحة فهناك بعض الكاتبات أفضل من بعض الكتاب السعوديين .

معالي الأمير – يقال أن الحب أحد العناصر التى تخلق للإنسان مشواراً مع الأدب .. فما رأيكم ؟

- أعتقد أنه صحيح .. وأن الحب له أثره على الإنسان بأي شكل من الأشكال وهو المحرك لمشاعره ويكفى أن يكون أقرب مثل لذلك هو الخنساء وموقفها من أخيها صخر .

* الموظف .. متى يشعر بالمسئولية ؟

- يشعر الموظف بالمسئولية عندما يجد نفسه يحاسب أخطاءه ويقيمها قبل أن تمتد وتطول وتصبح مشكلة مستمرة .. وفي رأيي أن موظافاً لا يستطيع أن يتحمل المسئولية فهو غير جدير بأي مركز من هذا النوع .

امنية معاليكم .. ما هي ؟

- أمنيتى هى أن يمد الله في عمر مليكنا وولي عهده وأن يعز بهم الإسلام وأن أرى بلادي في مقدمة الدول الحديثة بالمحافظة على عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية السمحاء .

حوار على سلبع

 

 

 

وفي شوال عام 1389هـ ذهبت الصحافة العالمية من الداخل والخارج إلى شروره ثم الوديعة لمشاهدة آثار العدوان وعاقبة الفئة الباغية ! وهناك إستقبلنا خالد الأحمد السديري ولا نريد أن نضفي إليه الألقاب فأعماله وأفعاله خير وأبقى .. ولكن نحن أن نصفه بشيء يتميز به وهو أن خالد السديري "عين صقر .. وجناح نسر" .. وقد نشرت "الندوة" يوم 9/10/89هـ إستطلاعاً أخبارياً مصوراً عن الحقائق والوقائع يرجع إليه من أراد مزيداً من التفاصيل . وبتوجيهات عليا كان خالد السديري يقود معركة الوديعة حتى إنتصرت الراية السعودية وإندحرت عملية "شبام – دوعن" . وفى سيارة جيب عسكرية كان يقودها بنفسه وكان يحدثنا عن غدر عدن وعن النيات المبيتة من حكامها الذين تحولوا إلى أصابع صغيرة في يد كبيرة .. حمراء ونحن نجوب رمال الربع الخالي وحديث خالد السديري موصول بثقة وصلابة وعزم رجال الصحراء حتى وصلنا إلى حدود اليمن الجنوبي .. وقال هنا تنتهي حدود المملكة .. وهنا أمرنا القائد الأعلى للقوات المسلحة أن نقف ، وفي ذلك الوقت كان الملك فيصل يرحمه الله هو القائد الأعلى .. قال السديري أمرنا الملك فيصل بأن نقف عند حدودنا ولا نتجاوزها ولا بخطوة واحدة .. وأن الشهامة العربية والمروءة في معاملة الأخوة حتى ولو كانوا أدوات تنفيذ .. كل أؤلئك يقتضينا أن نقف عند حدنا .. ولو أردنا أن نصل عدن في ذلك الوقت لما وجدنا سوى الحفاوة والترحيب . آن لي الآن وبعد وفاة والدي الحبيب الأمير خالد بن أحمد السديري أن أدون تلك المقابلة الصحفية التي وجدتها في مكتب والدي .. وكنت مهتمة بها لأعرف إخواني لما لتلك القائد الفذ من مواقف بطولية كثيرة أعتز ويعتز الجميع بها .. وأخلاقه العالية ومزاياه الحميدة لا أستطيع عدها .

تنسيق - مها بنت سعد الناصر السديري