المقالات التى كتبت عنه

فى جائزته بعد وفاته فى تخليده مقابلات صحفية

 فى جائزته

وفاء وتواصل وتجدد

بقلم : محمد بن عبد الله الحميد

منذ عشرين عاماً شرفت بعضوية لجنة جائزة الأمير (خالد بن أحمد السديري) للتفوق العلمي ... وحضرت كل إحتفالاتها في منطقة نجران وبعدها في إقليم سدير بمحافظاته (الغاط والمجمعة والزلفي) وسعدت بلقاء ضيوفها من أصحاب السمو الملكي الأمراء الذين يحرصون على تلبية دعوتها لما تجسده من الوفاء لرجل الدولة من تحمل إسمه وجهوده وجهاده منذ عهد الملك المؤسس (عبد العزيز آل سعود) وحتى وفاته في عهد الملك (خالد) رحم الله الجميع . وإكتسبت الكثير من فوائد الزمالة مع أعضاء اللجنة يتقدمهم معالي الأستاذ (فهد)ومعالي الأستاذ (تركي) وهما مدرسة في الإدارة والخبرة والتنظيم وتربطني بهما وبأخونهما صداقة إمتدت من والدهما الجليل ورفيق دربه (والدي) اللذين كانا مثلاً في الوفاء والتواصل منذ شبابهما المبكر وحتى فرت بينهما المنية خلال شهر واحد أوائل عام 1399هـ ، وطيلة بقاء (أبي مشعل) أميراً لمنطقة نجران وعلى مدى عشر سنوات أدخلت الجائزة الفرحة إلى بيوت أبنائها وبناتها بسخاء وأريحية .. وحينما غادرها بالتقاعد المبكر مأسوفاُ عليه .. إجتمع رأي اللجنة على نقل الجائزة إلى مسقط رأس الأمير الوالد .. وكانت خطوة إيجابية صادفت أهلها .. ذلك أن محافظة الغاط أنجبت قيادات بارزة آزرت الدولة السعودية في أدوارها الثلاثة وبخاصة الدولة الحديثة وعاصرت بعضهم من أمثال الأمراء (تركي وعبد العزيز وخالد ومحمد وعبد الرحمن ومساعد أبناء أحمد السديري)وأدار كل منهم عدة مناطق هامة بالمملكة وزاد أخوهم (خالد) بوزارته للزراعة وقيادته لمعركة الوديعة وقبلها عدد من معارك التأسيس فهو رجل إدارة وسياسة وقيادة وموضع ثقة الملوك ومحل إستشارتهم لخبرته وحنكته وإخلاصه وبعد نظره . وكان من حظي أن حضرت في سنواته الأخيرة كثيراً من مجالسه خلال إشرافه على (إمارة منطقة نجران)وكان ملفتاً للنظر في ثقافته الموسوعية بالتاريخ وأيام العرب وأشعارهم وقرضه للشعر الفصيح والشعبي وذاكرته القوية حينما يستعرض الأحداث والأشخاص .. وفراسته حينما يميز بين الوجوه التي تقابله يومياً وهو لم يعرفها من قبل .. ومعرفته بالزراعة وإنساب الخيل والإبل .. ولا أنسى وفاءه لأصدقائه وحرصه على تعهد كبار السن والعاجز منهم والتواصل معهم رغم جسامة مسؤولياته مما يندر وجوده في تعاملات الناس الحاضرة .. أما الجائزة فهي متجددة بالفعل لأنها تحتفي سنوياً بالمتفوقين والمتفوقات من أبناء الوطن وكذا العرب المقيمين بلا تفرقة ولا تمييز .. إلا الكفاءة والجدارة بالتميز ، ولأنها تشمل كل المراحل في التعليم العام فقد كان أثرها ملموساً في إثارة روح التنافس الشريف بين الطلبة والطالبات .. وأذكت جذوة الطموح لنيلها .. وها هي تهتم هذا العام بطلبة كلية التقنية في (الزلفي) وبذلك تفتح أبوابها للتعليم العالي المتوقع إيجاده في بقية المحافظات المشمولة بعنايتها . ولا يثمن قدر الجائزة ولا قيمة الفوز بها إلا من شاهد الفرحة في عيون المتفوقين وآبائهم وهم يتسلمونها من يد الضيف وصاحبها في الحفل السنوي الذي يتسابق لحضوره محبو العلم والثقافة ودعاة الفضيلة والخير .. فليهنأ (أبوفهد) وهو في رحاب الله تعالى بهذه الصدقة الجارية التي سترجح موازين حسناته بإذن مولاه .. وليبارك جهود أبنائه لقاء برهم بوالدهم وتخليد ذكره .. ورد بعض الجميل له .. فهو جدير بكل ما يصنع من أجله .. أو يقال فيه .. فقد كان من الرجال المعدودين .. وكانت له بصماته الإيجابية في المناطق التي أدارها أو أسهم في تخطيطها لأول مرة (عسير – جازان – الخبر – تبوك – نجران). وإن أنسى لا أنسى آخر يوم قابلته فيه قبل غيبوبته التي أسلم فيها الروح لبارئها .. وكان على السرير الأبيض فى مستشفى مدينة الملك فيصل العسكرية بالخميس .. وبكل تجلد وعزيمة كان يتدفق في أحاديث الذكريات ويمزجها ببعض قصائده الشعرية أو مروياته وكأنها بنت الساعة وكلما أستأذناه في الإنصراف حرصاً على راحته وتعليمات الطبيب كان يصر على بقائنا وتزجية الوقت بما هو مفيد ونافع من المعلومات .

أولئــك آبائـــي فجئنـي بمثــلـهم                         إذا جــمعتنــا يــا جــرير المجامع

محمد بن عبد الله الحميد

رئيس نادي أبها الأدبي

 

 

جائزة الأمير خالد السديري

تخليــد ذكــرى وإستمـــرارية عطــاء

تكريم العلم والفكر والإبداع تقليد عريق لدي كافة الأمم عبر التاريخ ، فهو يبرز المنجزات التى تتحقق على الصعيد الشخصي والوطني والعالمي في هذه المجالات . وتزخر بلادنا المعطاءة ، مثلها في ذلك مثل البلدان المتقدمة الأخرى ، بالعديد من أنواع التكريم التي ترعاها دولتنا ومجتمعنا المدني ، وقد أصبح إهتمام المملكة بهذه الأمور موضع الإعجاب والتقدير لأنها لم تقتصر على تكريم الأفراد من مواطنين وغير مواطنين فسحب بل أسهمت وتسهم في رفع شأن العلم والفكر بما يفيد الوطن ويخدم الإنسانية في عالمنا الواسع هذا . وما من ريب في أن التكريم المتعدد المستويات والأوجه يلعب دوراً هاماً في بناء الوطن بعد أن تزودت تلك الشريحة من المجتمع بالعلم وتميزت بالإنجازات التي تعكس تحقق طموحها بالجدية والمثابرة ، لذا فهي أهل للتكريم وتستحق الثناء والوطن ينتظر الخير على أياديها . من الصور المضيئة في هذا السياق ، جائزة الأمير خالد السديري للتحصيل العلمي التي تمنح للمتفوقين والمتفوقات علمياً من أبناء هذا الوطن العزيز ، فهي تكريم من تمتع بسجل أكاديمي مميز عبر إتاحة الفرصة لمزيد من الإنجازات من خلال متابعة التحصيل العلمي المتميز . فهذه الجائزة التي تعد نموذجاً رائعاً لخدمة العلم والتعليم تحمل إسم رجل خدم طويلاً وتحمل العديد من المسئوليات في مختلف مناطق المملكة ، وأمضى حياته في خدمة دينه وبلاده ومليكه ، ومع أن الكلمات تتضاءل أمام إنجازاته فقد عرف هذا الأمير – رحمه الله – بسمات شخصية مميزة تمثلت في حنكته وجسارته ومهاراته القيادية التي أكملت صفات حباه الله بها وأكسبته إحترام ومحبة من عرفه أو تعامل معه وأنا أحدهم . وهو سليل أسرة كريمة أنجبت لهذا الوطن نخبة من الرجال اللامعين الذين أسهموا في ترسيخ ركائزه ، وإقترنت أسماؤهم بعبق تاريخ هذه البلاد وكانت لهم مواقف مشهودة في مراحل بناءه لم تحد منها قلة الموارد أو صعوبة العيش والتنقل . وإنطلاقاً من مواقف الأمير خالد السديري المشهود لها بدعمه للعلم والفكر والإبداع ، أسس أبناؤه البررة جائزة الأمير خالد السديري للتحصيل العلمي عام 1989م ، وبرعاية كريمة من حكومتنا الرشيدة في سياق إهتمامها المتواصل بالعلم والتعليم لمكانتهما في بناء صرحنا الثقافي والحضاري ، فالجائزة حافز إضافي لأبناء هذا الوطن تحث على المزيد من التميز والإنجاز خصوصاً ونحن أبناء حضارة أضاءت ظلمات المجتمعات البشرية منذ زمن بعيد . بتاريخ 28/11/1424هـ أشارت جريدة الرياض الغراء إلى فعاليات تقديم الجائزة لهذا العام الذي رعا صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير فيه هذا الحدث الهام في محافظة الغاط ، وإذ يكتسب ذلك أهمية خاصة في رعاية المبدعين في تلك المنطقة ، فإن إيماني بقائدة الجائزة وإحترامي للسجل الحافل للأمير خالد السديري في خدمة هذا الوطن ، يحدوني إلى إقتراح النظر في تقديمها في مناطق أخرى إلى جانب محافظة الغاط ، إن الهدف من ذلك ليس إتاحة الفرصة للمتفوقين والمتفوقات علمياً فحسب ، بل تعميمها كذلك بحيث تشمل أبناء المناطق التي عمل بها رحمه الله وكان له مع أهاليها ذكريات وتاريخ . ولعل إسناد عملية الترشيح إلى مدراء التعليم في تلك المناطق سيؤكد التقدير والإهتمام بطلبة وطالبات وأهالي تلك المناطق ويسهم أيضاً في الحث على متابعة التفوق والتحصيل العلمي المتقدم . لاشك أن هذا يجسد كذلك المكانة الخاصة للأمير خالد السديري في وجدان أهالي تلك المناطق . تحية إكبار وعرفان لكل من إهتم ويهتم بأمور التربية والتعليم في هذا الوطن العزيز ، فأبناؤنا وبناتنا بحاجة متصلة إلى ما يقوي أملهم بمستقبل أفضل ، ولما يشحذ هممهم ويغذي طموحاتهم . وما إهتمام المسئولين في مملكتنا العزيزة بقيادة خدم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثانى بمثل هذه الجوائز التقديرية إلا دليل ساطع على مدى رعايتهم للعلم والفكر والإبداع وحصرهم على تشييد الصروح التي تعزز مكانتنا بين الأمم المتقدمة ذات الحضارات العريقة .

 د. عبد الرحمن محمد الجديع

القنصل العام – نيويورك

 

   

رجال في ذمة التاريخ

بالأمس أقيم حفل العلمي لجائزة الأمير خالد بن أحمد السديري في الغاط وهي الجائزة حرص القائمون عليها إحياء ذكرى علم خدم بلاه في ظروف حالكة السواد ونفذ بعزيمة صادقة مخلصة أوامر قادة المملكة في عهده وحرص على كسب ود أعداد كبيرة من مواطني دول الجوار وساعد على إستتباب الأمن والهدوء في أطراف المملكة الجنوبية في زمن إشتدت فيه الزوابع وهبت فيه رياح عاتية على المنطقة زاد من حدتها تدخل جيوش أجنبية في شئون بلاد تجاورنا حدوداً وتتجانس معنا تقاليداً وقيماً ورؤى . حسنٌ أن نعيد نبش تاريخنا بين الفينة والأخرى لنحيي ذكرى رجال ساهموا بفكرهم وهِمتهم في بناء صرح مهيب إزداد قوة وتلألأ جمالاً في سماء المجد على أيديهم . ويكفينا فخراً أن يخرج من رحم الجزيرة العربية في كل حقبة رجالاً تتميزوا عن غيرهم بالقدرات الفذة والإبداع المدهش والفكر المستنير والهمة العالية إضافة إلى الشجاعة وقوة الإرادة والخصال الحميدة . إنني ومن منطلق معرفتي بالمرحوم خالد السديري وإحتكاكي الدائم بمعاليه في أوقات الأزمات أرى أن من واجبي بهذه المناسبة أن أسهم ولو بجزء يسير في إيضاح حقائق عن هذا الرجل الفذ كي تبقى ذكراه دائماً حية في نفوسنا كما هي تتقد في ذاكرة التاريخ . لقد كانت كلمة صاحب السمو الملكي أمير منطقة عسير الأمير خالد الفيصل التي ألقاها في حفل الجائزة تصدح بالحقيقة وتوضح المعنى وتتوهج بذكرى هذا الرجل وكما قال الشاعر : (كفى المرء فخراً أن تُعدّ مناقبه) ومع ذلك تبقى سيرة خالد بن أحمد السديري كتاب مفتوح لأجيال قادمة تقتبس من خصاله مكارم الأخلاق وعلو الهمة والصبر والجلد على غانلة الأيام . رحم الله خالد السديري وأسكنه فسيح جناته .

مبارك بن محمد المطلقه

مدير زراعة عسير

 

 

جائزة السديري والإستمرارية ؟!

تحدثت وكتبت عنها في السنوات الماضية (18) عاماً منذ تأسيسها في منطقة نجران .. وبعد أن قرر الأمير (فهد بن خالد السديري) وأخوه الأستاذ (تركي) نقلها فيما بعد إلى محافظات (الغاط والمجمعة والزلفي) ذات الصلة الوثيقة بأسرة "السديري" العريقة .. وبصاحب الجائزة الأمير (خالد بن أحمد) رحمه الله . وإشدت بإصرار أبنائه وفي طليعتهم (أبومشعل) على إستمرارها لتشجيع التفوق العلمي لطلبة وطالبات العلم في المدارس الإبتدائية والمتوسطة والثانوية بإقليم *سدير* بعد أن أدت دورها في هذا المجال الحيوي بمنطقة نجران حينما كان الأستاذ (فهد) أميراً لها قبل أن يتقاعد عنها مختاراً مأسوفاً عليه من أهاليها المعجبين بحسن إدارته – ولأنه وأخوانه الكرام قد شرفوني منذ البداية أن أكون بجانبهم عضواً في لجنة الجائزة .. حسن ظن منهم بشخصي المتواضع ووفاءً لصداقة والدي الحميمة بوالدهم ثم علاقتي كذلك بهم وبوالدهم .. فإن الجائزة بما حققته منذ تأسيسها من لمسة إنسانية حانية ودور إيجابي لتشجيع التفوق العلمي لدى الموهوبين والموهوبات في محافظات (المجمعة والغاط والزلفي) ولكل المقيمين فيها بصرف النظر عن جنسياتهم كما كانت سياستها من قبل في (نجران) .. أصبحت أثيرة على نفسي .. وموضع إهتمامي لأنها عمل صالح يعود أجره إن شاء الله لنية الرجل الكبير الذي تحمل إسمه وقد قدم لوطنه الشيء الكثير طيلة حياتة الحافلة بالمنجزات وفق توجيهات الملك المؤسس وأبنائه الملوك من بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين حيث كان (أبوفهد) أميراً لعدة مناطق ووزيراً للزراعة وقائداً لمعركة (الوديعة) الظافرة . ولن يحرم أجر الجائزة كذلك إنشاء الله تعالى أبناؤه وكل من أسهم فيها بعمل مهما قل قدره . ولأن نفقاتها السنوية فيما علمت تزيد على نصف مليون ريال يتحمل العبء الأكبر منها الأمير (فهد بن خالد) من جيبه الخاص .. فإنني أقترح على أبناء صاحب الجائزة وأحفاده أن يسعوا متضامنين ومنذ هذه اللحظة إلى إيجاد وقف إستثماري للجائزة ينفق من ريعه عليها في حاضرها ومستقبلها حتى لا تتوقف بغياب أحد فالأعمار بيد الله وحده .. فالأشخاص زائلون مهما أمتد بهم الأجل وهذه سنة الله في خلقه منذ الأزل .. ولأنها صدقة جارية يستحقها مورثهم لا ينبغي أن تتوقف لأي ظروف طارئة . هذا إلى جانب ترشيد الإنفاق على المظاهر الإحتفالية من مآدب وهدايا وغيرها والإكتفاء بصرف قيمة الجوائز النقدية للطلبة والطالبات فقط دون غيرهم في إحتفال سنوي مبسط يرعاه رئيس لجنة الجائزة وأعضاؤها .. فالمهم هو ما يصل إلى الفائزين والفائزات بالجائزة الذين هم أولى بالعناية والتشجيع . وإنني على ثقة بما أعرفه عن أبناء وأحفاد الأمير (خالد السديري)  من البر والوفاء والمحبة له وقد غرس فيهم مكارم الأخلاق وهيأهم لما وصلوا إيه من مواقع ممتازة أنهم سيستجيبون لهذه الدعوة المخلصة ويتنادون لقعد إجتماع عاجل برئاسة عميدهم يصلون من خلاله إلى تنفيذ الفكرة والتخطيط لمستقبل الجائزة المستقر الآمن من أي نقليات والله الموفق .

 محمد بن عبد الله الحميد

 

 

جائزة الأمير خالد السديري للتفوق العلمي

بقلم : د . سليمان بن عبد الرحمن العنقري

بدعوة كريمة وبمهاتفة مشكورة من معالي الأمير فهد بن خالد السديري لحضور حفل جائزة معالى الأمير خالد بن أحمد السديري للتفوق العلمي للعام الدراسي 1419- 1420هـ والذي أقيم مساء الخميس الماضي تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية حيث جاء تشريف الأمير نايف بن عبد العزيز لحفل الجائزة لفته أبوية كريمة من لدن سموه وتدل دلالة صادقة على مدى ما يوليه قادة هذه البلاد للعلم وطلابه والذى هو إمتداد للدعم والإهتمام الذى يجده التعليم من أول وزير للمعارف وراعي مسيرة التعليم الحديثة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وكذلك ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز رئيس مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهوبين . ولا شك أن جائزة الأمير خالد بن أحمد السديري للتفوق العلمي والتى تعتبر من أقدم الجوائز التشجيعية أحدثت تنافساً علمياً بين طلاب محافظات الغاط والزلفي والمجمعة منذ إقرارها قبل ثلاث سنوات 1418هـ بعد إنتقالها من مقرها سابقاً منطقة نجران مما كان لها من أثر عظيم في نفوس طلاب العلم في تلك المحافظات . لقد أصبحت هذه المناسبة وغيرها من المناسبات سنة سنوية حميدة في جل مناطق المملكة ومحافظاتها حتى أنه لا يمر شهر أو شهران إلا ونسمع إقامة إحتفال هنا وهناك مما إنعكس بالإيجاب على أبنائنا وبناتنا طلاب وطالبات المؤسسة التعليمية والتربوية وتكريم العلم وأهله من خلال الإعتراف بجهود طلبة العلم الذين بذلوا قصارى جدهم وإجتهادهم ليحفظوا بشرف الحصول على هذه الجوائز التشجيعية ليس لقيمتها المادية فقط وإنما لقيمتها المعنوية حتى أصبحت حافزاً لطلاب العلم لتقديم المزيد والمزيد للوصول إلى أعلى مراتب العلم في جميع ميادينه ز إن حمل هذه الجائزة لإسم خالد بن أحمد السديري إنما هو أقل ما يقدم للأمير الراحل تغمده الله بواسع رحمته فلقد عرف عنه إهتمامه بالعلم والعلماء ورعايته لمسيرة التعليم ورعايته المتعلمين في كل سنوات حياته العملية حينما عمل حاكماً إدارياً فى عدد من مناطق المملكة في تبوك ثم في الدمام ثم في جازان ثم في نجران فأولى التعليم عنايته الفائقة حيث عمل على إنتشاره بكل مراحله الدراسية حسب الظروف المتواضعة المتاحة له في ذلك الوقت ووقف وقفة صادقة مع الشيخ الجليل والمربي الكبير عبد الله القرعاوي يرحمه الله رحمة واسعة فسانده ووقف معه في ظل إمكانيات مادية متواضعة وظروف حياة صعبة ومع ذلك إستطاع جزاهما الله كل خير أن يضعا أولى اللبنات التعليمية للتعليم في جزء غال من بلادنا وذلك بإفتتاح بعض المدارس والمعاهد وتعليم أبناء وأهالي تلك البلاد أمور دينهم ودنياهم . لقد آزر الأمير خالد السديري الشيخ عبد الله القرعاوي خير مؤازرة مما إنعكس بالإيجاب على جهود الشيخ عبد الله القرعاوي الخيرية التى كان لها أثر طيب على أهالي منطقة جازان حيث إلتحق المئات بل الآلاف من أبناء المنطقة في المدارس والمعاهد الدينية وإستمروا ينهلون من العلم حتى صار الكثير منهم من رجال التعليم والقضاء في الكثير من مناطق المملكة المترامية الأطراف . إن هذه الجائزة وغيرها من الجوائز التشجيعية السنوية التى تحظى بها جل مناطق المملكة ومحافظاتها لخير شاهد على ما توليه المملكة العربية السعودية من إهتمام بالعلم وطلابه كما أنها ساهمت وتساهم مساهمة فعالة على التفوق والتألق والإبداع بين الطلاب والطالبات وكذلك المعلمين . إن الحديث علن العلم والتعليم في بلادنا الغالية منذ أن وحدها ولم شتاتها الملك عبد العزيز يرحمه الله وحتى عهدنا الزاهر لهو حديث يطول ولا يمكن أن توفيه حقه الإلماحات العجلى وما إنشاء الجوائز العلمية والتشجيعية فى مختلف أرجاء المملكة إلا شاهد حضاري على ما يجد هذا القطاع من إهتمام وتشجيع من المسؤولين فى هذه البلاد حيث أن هذه الجوائز ساعدت وسوف تساعد على التحصيل العلمي لدى أبنائنا وبناتنا وسوف تساهم على إكتشاف أصحاب المواهب والقدرات حيث أن المعروف أن رعاية الموهوبين تعتبر مظهراً من مظاهر الرقي والتقدم لدى الأمم المتقدمة . إنها فرصة ثمينة لمن يتم تكريمهم ووسام شرف يحفزهم على المثابرة والجد والإجتهاد فى تحصيل العلم والتنافس فيه التنافس الشريف والإنطلاق بثقة لتحقيق الإنجازات في سباق التفوق العلمي بين الأمم .

ختاماً أكرر شكري لمعالي الأمير فهد السديري لتكرمه بدعوتي لحضور هذه المناسبة الجليلة كما أجدها فرصة لأهنئ إخواني المكرمين لحصولهم على شرف قطف ثمار جهدهم عبر تكريمهم من خلال هذه الجائزة والتى تدل دلالة واضحة على معاني عديدة ونبيلة في مقدمتها وفاء الأبناء للآباء وإحياء ذكراهم العطرة فى مناسبة حية عطرة جليلة تذكر الناس بهم فيترحمون عليهم . وفق الله الجميع وسدد على الخير خطاهم .

 

 

 

لم تمنعني الأجواء المهرجانية الرائعة التي نظمت بها إحتفالية توزيع جائزة معالي الأمير خالد بن أحمد السديري للتفوق العلمي لعام 1425هـ والتي أقيمت مؤخراً بالغاط ، لم تمنعني من مراقبة بريق السعادة والفخر اللذين كانا يشعان في أعين العشرات من أبناءنا الذين كرموا في هذه المناسبة تقديراً لتفوقهم المميز في العام الدراسي المنصرم في المراحل التعليمية المختلفة . وإستحضرت حينذاك الآية الكريمة (ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفورٌ شكورٌ) ، فقد قرأت في أين هؤلاء الشباب الذين هم أمل المستقبل وعماده .. كم هو التقدير يمكن أن يكون أجراً وحافزاً وتكريماً لمن أحسن العمل ، فما بالك إذا كان مبدعاً مميزاً .. ويحظي بهذا التكريم . كم تمنيت أن يكون التقدير لمن أحسن عملاً نهجاً دائماً في حياتنا ، وأن تجد مبادرة أبناء معالي الأمير خالد بن أحمد السديري – رحمه الله – بتبني جائزة للتفوق العلمي صداها للتعميم في كافة مناطق المملكة لكي نصنع روافد للمكانة التي يحظى بها لعلم والعلماء في هذا البلد الكريم ، وحافزاً للعمل الإيجابي الطموح في كافة المجالات ، وبخاصة إذكاء روح المنافسة الشريفة في مجال التحصيل العلمي .

 إن السنة الحسنة التي استنها أبناء المغفور له بإذن الله تعالى معالي الأمير خالد بن أحمد السديري ، والمتمثلة في تبني هذه الجائزة بإسمه – رحمه الله – منذ عام 1409هـ أعدها تجسيداً لقيمة البر والوفاء لرجل كان نموذجا للإنسان الفارس ، والمفكر الشاعر ، عاشق العلم وطلابه . وكما أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز راعي هذه المناسبة الطيبة في كلمته في الحفل : (بأن الجائزة ليست جائزة تخليد فقط ، ولكنها نهج خيري وعلمي حث عليه الإسلام ، وصورة من صور تشجيع ودعم العلم وأهله التي هي أحد المقومات التي قامت عليها الدولة السعودية) . وعكس سموه كلمته الموجزة الرائعة والنابعة من القلب لما كان يمثله الراحل – رحمه الله – من قيمة إنسانية ومكانة لدى سموه شخصياً ولدى أشقائه ، مؤكداً على أن مبادرة تبني الجائزة هي تجسيد لحقيقة أن من نعم الله على الإنسان أن يكون له بعد وفاته عمل صالح وأبناء صالحون . وتطرق سموه في كلمته بعضاً من الجوانب المهمة لمسيرة التعليم في بلادنا : عندما يتحدث الناس عن الإصلاح ينسون أن هذه الأرض هي في الأساس أرض إصلاح وهداية لأن رسالة محمد - r - كانت رسالة إصلاح وخير للبشرية وكذلك دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي قامت عليها هذه الدولة هي دعوة إصلاحية ، فالإصلاح مبدأ ثابت في هذه الأرض وخيار لا حياد عنه لهذه الدولة ، كما أن تشجيع ودعم العلم وأهل العلم مقوم من المقومات التي قامت عليها الدولة السعودية . وهذه الدولة – ولله الحمد – تعتبر دولة إسلامية حقه تطبق شرع الله ، ومهما زاد حولها المحن وتكالبت عليها الظروف كلما زادت قوة ومنعة – ولله الحمد – حيث تجاوزنا – ولله الحمد – الكثير من العواقب والمحن وسنتجاوز هذا الظرف بفضل الله . مؤكداً سموه أن التعليم في هذه البلاد – ولله الحمد – بخير ويسير نحو الأفضل بجهود القائمين عليه وبالتوجيهات السديدة للقيادة الحكيمة . أما د. عبد الرحمن الشبيلي عضو مجلس الشورى والإعلامي البارز فقد قدم قراءة ممتعة .. وشيقة لمسيرة صاحب الجائزة أشار فيها إلى أنه – رحمه الله – كان رجلاً موسوعياً في عالم التاريخ والسياسة والأدب والفروسية لا يبلغها المرء في الكتاب أو المدرسة ، وإنما هي إرث ثقافي متأصل ومواهب معرفية مكتسبة تتصل ببيئة الإنسان وتربيته وتنشئته . ووجدت نفسي أحلق مع كلمات الشبيلي : (بأن صاحب هذه الجائزة عاش في أجواء التاريخ ليكشف عن رواية يقرأ في الأحداث والوقائع ، ويستنبط منها الأسباب والنتائج ، وكأنما هو قد درس فلسفة التاريخ ، أو قراء مقدمة إبن خلدون ، مع حس توثيقي يؤكد أنه كان يحفظ ويدون ويرصد ، لكن المهمات تلاحقه والقدر يعاجله قبل أن يفرغ لنشر ذكرياته المخطوطة). وإختلطت لدي مشاعر الدهشة والإعجاب وأنا أستمع إلى طبيعة وحجم المسؤولية الجسيمة التي تحملها الأمير خالد بن أحمد السديري رغم حداثة عمره في مطلع الخمسينيات الهجرية ، حيث إنطلق مع سرية من الرياض بقيادة الأمير محمد بن عبد العزيز ، في الحملة الثالثة التي إتجهت صوب صنعاء عن طريق جيزان . وكان ممن أسهم فيها الفارس المعروف الأمير سلمان بن محمد وهي الحملات التي إنتهت سلمياً بإتفاقية الطائف ،  ثم صدور أمر المؤسس العظيم بإبقاء الأمير خالد في أبها معاوناً لأخيه تركي (1353هـ) ثم أميراً لمنطقة جازان (1359هـ) التي بقي فيها نحو ست سنوات ، وتكليفه مع أخيه الأمير تركي بقيادة قوات لإخماد فتنة في أحد جبال الجنوب (1361هـ) في أول مهمة عسكرية له حظيت بتقدير الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه - . ثم كيف أثريت التجربة الإدارية والسياسية لصاحب الجائزة من خلال توليه أمارة منطقة الظهران قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية في فترة تأسيس قاعدتها العسكرية . وكان من إنجازاته تخطيط مدينة الخبر ، ثم ما حظي به من ثقة ملكية كريمة تمثلت في تعيينه عضواً في مجلس مستشاري الملك عبد العزيز عام (1365هـ) . وهو المجلس الذي أدخله مباشرة في مدرسة (الشعبة السياسية) المطبخ السياسي الذي كانت تنطلق منه توجيهات المؤسس .

وتوقفت ملياً عند تفسير الدكتور الشبيلي لإختيار معالي الأمير خالد السديري – رحمه الله – مشرفاً على منطقة نجران خلال العقدين الأخيرين من عمره ، وقوله : لقد قصد من إختياره لها الإفادة من خبرته العسكرية والجغرافية ومن معرفته العميقة بالقبائل في فترة عصيبة من فترات الشد والجذب ، وكان خلالها يعمل بتوجيهات القيادة بالعدل والإنصاف في العلاقة ومداراة الجيرة وصلات القربى ، وضمان الأمن والأمان على الحدود ، لكنه بالرغم من إنشغاله بالأحداث ترك بصمات تطويرية بالغة الأهمية على الحياة المعيشية في منطقة نجران ، كان من بينها البدء في إنشاء السد وتطوير الزراعة وتخطيط مدينتي نجران وشرورة لتكونا حاضرتين سكنيتين لتوطين من جاورهما من أبناء البادية . وعن معالي الأمير خالد السديري – رحمه الله – الأديب الشاعر ، قال الدكتور الشبيلي (أحسب أنه ، لولا ما شغله من المهمات السياسية والعسكرية والإدارية ، لرأينا فيه أديباً متذوقاً ناقداً ، أو مؤرخاً ملماً بحوادث الجزيرة وأحوالها ، وأيام أهلها وخبيراً في صحرائها من قريات الملح إلى بلاد الأخدود . ومن جبل الظهران إلى جبل الريث) . أما أبدع ما قال الشبيلي في هذه الأمسية الطيبة . وصفه لصاحب الجائزة – رحمه الله – أنه أحد سيوف هذه الدولة وأحد أدمغتها . أما على الصعيد الشخصي فقد كانت هذه الأمسية بالنسبة لي ليلة وفاء وعرفان إمتزجت فيها العديد من القيم والمعاني الأصيلة تحت مظلة تكريم العلم وأهله . تعبقها ذكرى رجل هو الغائب الحاضر – رحمه الله – وأسكنه فسيخ جناته ، وكم بهرني الطالب الذي قام بإلقاء الكلمة نيابة عن زملائه المتفوقين .. لحسن الأداء .. والإلقاء . ولمؤسس هذه الجائزة معالي الأمير فهد بن خالد السديري وإخوانه وكل من ساهم في إنجاح هذه المناسبة .. أقول لهم جميعاً : أثابكم الله خيراً عن هذه المبادرة المميزة . وجعلها في موازين حسنات الوالد – رحمه الله – وحسناتكم ، وللمنظمين لهذه الإحتفالية الرائعة أهمس بأن الطلاب المكرمين هم عرسان هذه الليلة . وهم الأولى بأن يكونوا في مقدمة الحفل تقديماً للبرنامج وإجلاساً في المقدمة وليس من وراء الكواليس وهم نجوم المناسبة .. وأتطلع إلى أن يتاح للمكرمين في الدورات القادمة لقاء سريع وصور تذكارية مع راعي المناسبة ، وأن يفسح أصحاب الكلمات المسهبة والمطولة المجال لأبنائنا المكرمين للتعبير عن مرئياتهم وتطلعاتهم في هذه المناسبة . فقد تكون فرصة لإكتشاف أدمغة جديدة تسهم في تواصل مسيرة التنمية في هذا البلد الطيب ، أسوة بصاحب الجائزة – رحمه الله - . وأخيراً أنني أتمني – إن شاء الله – أن نستمتع قريباً بالإطلاع على الكتاب الذي يتحدث عن هذه الأسرة الكريمة وما قامت به وتاريخها الحافل . وكما قال عنه سمو الأمير سلطان بن سلمان أن تأليف كتاب عن هذه الأسرة الكريمة إقتراح قد تم رفعه إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز وأنه في طور الإعداد وهو لا يؤرخ لأسرة ولكنه يؤرخ لحقبة من تاريخ هذه البلاد .

 بقلم : عبد الله بن محمد آل الشيخ

المستشار الخاص للأمين العام للهيئة العليا للسياحة

 

   

جائزة الأمير خالد السديري

إزدانت مزرعة الخالدية ، بمحافظة الغاط ، بمناسبة أثيرة على كل طالب علم ، ومشجع له ، ففي يوم الخميس 8/1/1425هـ ، وتحت رعاية سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز المشجع للعلم ، والحريص على دفع عجلة التفوق فيه ، كان الموعد بعد صلاة الظهر ، في لقاء علمي ، شمل منطقة سدير وما حولها ، في موعد مع التنافس الشريف ، بين ناشئة المنطقة يحصدون فيه ثمرة التفوق العلمي ، وبذل الجهد في سبيله . ولقد أحسن أبناء الأمير خالد ، في برهم بأبيهم وتخليد ذكراه بهذه الجائزة التي هي من العلم النافع ، الذي يستمر نفعه كما جاء في حديث رسول الله  - r - : (إذا مات إبن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له) . ونرجو أن تتواصل القنوات الثلاث في نفعها له . وأضفى على هذه الجائزة ، بعد إنتقال فعالياتها ، وهيئتها المشرفة إلى الغاط ، أن كان الراعي في يومها هذا : أمير الشباب المحب للعلم : نهلاً ومتابعة وتشجيعاً للتفوق .. وكما يقال : بأنه لا يعرف الفضل ، لذوي الفضل ، إلا أهل الفضل . هذه الجائزة التي بان أثرها على قسمات الوجوه بشراً ، ظهرت آثاره في الجمع المشارك والمدعو : فالصغير يراها مكرمة يسعد بها ، وترفع قدره بين أقرانه ، والكبير ينظر من نافذة الإتساع المعرفي ، والتشجيع في ميدان المنافسة ، أما الآباء والأمهات ، فتهتز مشاعرهم بما تبارى فيه فلذات أكبادهم ، وما تحقق لهم من تقدير سمت إليه نفوسهم ، عندما وجدوا الدافع والمعين وهذا من السنة الحسنة . أما ولاة أمور هؤلاء الناشئة ، فنظرتهم لهذه الجائزة على أنها إشعاع يضيء العقول ، ونبراس يحرك أفئدة هؤلاء البراعم ليكبر حب التفوق ، مع إتساع المدارك ، ولما تؤمل البلاد – في غدهم – عليهم من نفع وسد ثغرات الأمة في أمس الحاجة إليه ، حيث البناء السليم في كل مجتمع ما يتم إلا على جهود بسواعد أبناءها ، المدركين للمهمة الملقاة عليهم ، والمخلصين فيما تحملوه من مسؤوليته . وهذه الجائزة لم تأت من فراغ فالأمير خالد السديري محب للعلم ، وإن لم يدرك المنهج (الأكاديمي) في المدارس فقد تحصل على مكانة علمية ، برغبة ووعي ، وإنما يقوم ذلك ، كما في العصر الحاضر ، بشهادات تحدد المرحلة إلي تجاوزها الطالب ، والكتب المقررة مع إختصارها والتي درسها وإمتحن فيها . فهو من جيل أخذوا العلم محبة في العلم ومتابعة بالنقاش والقراءة ، وكلما إتسعت المدارك زاد النهم وزادت ساعات القراءة . وهو أديب بفطرته وبيئته ، شعراً عربياً رصيناً ، ونثراً مقوماً بمحسناته وإعرابه ، وشعراً عامياً يساير المجتمع وإتجاهات القوم فيه ، يسير فيه على منوال الشعر العربي : بأغراضه وأوزانه وجودته وتعبيراته .. وحفظاً لأشعار العرب ، ووقائعهم وتاريخهم . وليس غريباً أن يتفق مسمى الجائزة : التفوق العلمي ، مع ما جبلت عليه نفس من نسبت إليه ، فإن له بصمات كثيرة يعرفها من تابع حياة الأمير خالد وتعرف به عن كثب .. يبين أثرها في بعض المواقف التي عرفتها عنه وإلتصقت بسيرة حياته ، حيث أورد من ذلك حالتين فقط هنا ، وما لدى غيري أكثر ، مما يحسن معه أن يهتم بها معالي رئيس لجنة الجائزة الأمير فهد بن خالد السديري ، ليخرج عن الجائزة كتاب أو أكثر يرصد فيه الجوانب العلمية وإهتمام الأمير خالد بها ، حفظت منه طرفاً أثناء إتصالي به بمنزله في عليشة في آخر حياته حيث يطول معه المجلس .

الحالة الأولى : عرفتها من تلاميذ الشيخ عبد الله القرعاوي – رحمه الله – وهم من كبار مشايخ وعلماء منظمة جازان عندما كتبت عن القرعاوي في كتابي من مشاهير علمائنا .. وقد قرأت ما دونت منهم عليه ، فأكد وصحح ووضح . ففي عام 1362هـ وكان أيامها أمير جازان الأمير خالد بن أحمد السديري ، وقبل أن ينتقل من إمارتها قد وقف معاضداً للشيخ القرعاوي ، ووقف مسانداً له في تخطي العقبات التي مرت به ، والتحديات التي آثرها ضده الحاسدون ، مع أن الشيخ القرعاوي ، قد تحمل نفقات التعليم في منطقة متعطشة للعلم وبذلك نفسه وجاهه وماله في هذا السبيل إلا أن الحسد الذي أخرج إبليس من رحمة الله دب في القلوب ضد الشيخ : قولاً وسعياً وتأليباً ووشاية كاذبة فوجد في كنف الأمير خالد السديري : المساعدة والمدافعة حيث توسط – رحمه الله – عند الحكومة بطلب أعانة للطلبة الذين يدرسون عند الشيخ : فجاء الأمر بصرف ثلاثمائة ريال شهرياً ، فكانت في البداية تصرف من مالية صامطة لثلاثين طالباً ، وهم النواة الأولى لطلاب الشيخ القرعاوي . ولم يقتصر جهد الأمير خالد عند هذا الحد ن بل تبرع من ماله الخاص بقيمة الدفاتر والأدوات المدرسية على حسابه للطلاب ولما يحتاجه الشيخ القرعاوي وقد حوله على صاحب دكان في جازان بذلك فكان الشيخ يأخذ منه بإستمرار .. إلى جانب المواقف الأخرى مع إحترام وتقدير الشيخ القرعاوي ودفعه لمواصلة المسيرة المثمرة . بل إمتد هذا العمل والتشجيع والمؤازرة لطلبة العلم بالمنطقة مع الأمير محمد بن أحمد السديري لما خلف أخاه في عام 1364هـ في إمارة جازان ، فسلك مسلك أخيه خالد في التشجيع والتأكيد على قضاة المنطقة وأمرائها بمساعدة الشيخ عبد الله القرعاوي في جهوده التعليمية وتذليل ما يعترض مسيرته . وحدثني الأمير خالد في آخر حياته بأول لقاء له مع الشيخ الشنقيطي – رحمه الله – حيث تم اللقاء في عرفات وكان الشيخ الشنقيطي تائهاً من حملته ، ومع شدة الحر كان جائعاً وظمآن ، فمر يبحث عن رفاقه بخيمة الأمير خالد ، فدعاه للجلوس والضيافة ، ثم ترافقا طوال الرحلة حتى نهاية الحج .. لأن كلاً منهما وجد بغيته في الآخر ، بحثاً علمياً ، وحفظاً لأشعار العرب وأيامهم ، وإدراكاً للغة العربية .. مع أن اللقاء صدفة وبدون معرفة ولكنها صلة العلم فما ينتهي أحدهما من طرح ما عنده ، إلا والآخر يلاحقه بما تزيد معه المعارف والمحفوظات عند كل منهما . ثم وصل دور النقاش ، إلى أن أبان الشيخ محمد الأمين الشنقيطي عن نفسه ، بأنه كان قاضياً في منطقته ، وأنه ينتمي إلى نحلة صوفية وأن إعجابه بالأمير خالد ، أنساه بغضه للوهابية ، التي بدأ ينال منها . فمن ذكاء الأمير خالد ونقاشه الهادئ جعله لا يثير غضب الشيخ وجاراه لكنه تحين في أحد الأيام ، تقديم كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – بدون غلاف فقرأه الشيخ وعاد معجباً به وتمنى أن يعرف إسم المؤلف فما كان من الأمير إلا أن أعطاه نسخة أخرى بغلافها مما جعل الشيخ يتراجع ويستغفر ويقول : لقد ظلمناه .. وفي نهاية ما دار قال لي الأمير خالد : لقد عرضت أمره على الشيخ محمد بن إبراهيم ورغبته في العمل بالمملكة فإحتضنه العلماء ، وبعدما ذهب لبلاده إستقال من عمله ليستقر في المملكة حتى مات – رحمه الله – ولعله يتاح فرصة أخرى أذكر ما حدثني به في هذا اللقاء .

 د. محمد بن سعد الشويعر

  

 تبوك وخالد السديري

يشرف الأمير (فهد بن سلطان) حفل جائزة الأمير (خالد بن أحمد السديري) للتفوق العلمي هذا العام بمدينة "الغاط" ولأن سموه (أمير منطقة تبوك) فقد تداعت لدي الخواطر والذكريات إلى ارتباط بداية تخطيط مدينة (تبوك)بصاحب الجائزة حينما تزامن تعيينه أميرا لها عام 1367- 1375هـ مع تأسيس قوة الجيش هناك فبادر إلى تخطيط تلك المدينة وكانت صحراء قاحلة ولكنه شجع أهاليها على استزراعها والاستيطان فيها ولعل أقدم أحيائها وأكبرها (الخالدية) الذي يحمل اسمه أكبر دليل على تلك العلاقة .. وكان رئيس المحكمة آنذاك الشيخ (صالح بن محمد التويجري) وقد عمل فترة في (أبها) وكان ذا عقلية عصرية متفتحة يُشارك الأمير (خالد) الرغبة في تطوير وتنمية تلك المدينة رغم قلة الاعتمادات في الموازنة والبدايات المبكرة جدا لتخطيط المدن والمشاريع البلدية .. مما شجّع المواطنين وساعدهم على استصلاح الأراضي البور وبناء المساكن فكانت بداية موفقة للنهضة . التى توجت فيما بعد بتعيين الأمير "عبد المجيد بن عبد العزيز" أميراً لها ثم الأمير (فهد بن سلطان) الذي أعطى كل وقته وجهده كاملين  للوصول بالمنطقة إلى المستوى الرفيع الذي تعيشه الآن . ولقد سعدت بصحبة كريمة للأمير (خالد الفيصل) حينما كان ضيفاً لجائزة الأمير (فهد بن سلطان) قبل عدة سنوات .. وشاهد وزملائي ما أثلج الصد ورفع الرأس من معالم النهضة الزراعية والعمرانية في تلك المنطقة الحبيبة .. والتى حسدت الوحدة الوطنية بالتركيبة السكانية التي جمعت بين أبناء المملكة الذين خدموا في السلك العسكري هناك ومن ثم تقاعدوا وأقاموا فيها أخوة متحابين حيث توافرت لهم عوامل الإستقرار والرفاهية .

وجميل جداً أن يرتبط الحاضر السعيد بالماضي المجيد ، وأن تتواصل الأجيال ويكون الأمير الحالي (فهد بن سلطان) ضيفاً لجائزة السلف (خالد السديري) وتتجدد أواصر العطاء وتتوثق وشائج المودة والقربى .. ولا شك في أن الأمير (فهد بن خالد السديري) وأخوانه كانوا موفقين لتخليد ذكر أبيهم العطر بتأسيس جائزة تحمل إسمه قدمت الكثير لأهالي "منطقة نجران" حينما كان الأمير (فهد السديري) أميراً لها حتى أصر على التقاعد المبكر وغادرها مأسوفاً عليه من أهالي المنطقة . ثم نقلها لمسقط رأس والده (الغاط) ليعم خيرها المتفوقين من طلبة وطالبات العلم .. إنسجاماً مع توجه صاحب الجائزة الذى كان حريصا على تشجيع العلم وأهله في كل المناطق التي عمل فيها مسئولا كبيرا بدءا ب[ منطقة عسير فجازان والظهران وتبوك وأخيرا نجران ] التي قضى نحبه وهو مشرف على إمارتها ومؤسس لنهضتها المعاصرة . وبالمناسبة فإنه قد نقل تجربته في "تبوك" إليها لأن تعيينه مشرفا على إمارتها تزامن كذلك مع تأسيس قوة الدفاع فيها .. فعمد إلى تخطيط المدينة الحديثة ولعل حي (الفيصلية) بما فيه من المرافق الحكومية خير شاهد على ذلك .. رحم الله (أبا فهد) وأحسن إليه فقد كان من الرجال الرجال.       

محمد بن عبد الله الحميد

 

 

الجائزة وتواصل الأجيال

تشريف الأمير سلطان بن سلمان حفل جائزة الأمير خالد بن أحمد السديري الرابع عشر بمدينة الغاط وفاء نبيل لمن يستحق .. فصاحب الجائزة من الرجال المعدودين في هذه الدولة منذ عهد مؤسسها الملك عبد العزيز ثم أبنائه الملوك من بعده .. حيث أدار عدة مناطق من المملكة بالحكمة والحنكة والمحبة .. وشارك في مسؤوليات عسكرية ومدنية متعددة وحقق فيها إنجازات ملموسة . وكان موضع ثقة ولاة الأمر .. لما إتصف به من سداد الرأي وواسع الخبرة وعميق التجربة . وصلة (السدارى) بالأسرة السعودية المالكة قديمة متجددة وقد كانوا معها في غاية الولاء والإخلاص . وحقيقة أن الأمير فهد بن خالد السديري وإخوانه وإحتفاءهم بذكرى والهم الكبير وإحياءهم لسيرته العطرة .. عبر هذه الجائزة التي أدت دورها لمنطقة نجران ثم إنتقلت مع راعيها إلى مسقط الرأس في إقليم سدير وأدخلت الفرحة إلى قلوب المئات من الطلبة والطالبات للتفوق العلمي كل عام ، أقول : إن صنيعهم هذا ينطبق عليه المثل المعروف (إن من خلّف ما مات) .. وهكذا يكون البر بالآباء الصالحين ، أما الرعاية الكريمة من آل السعود للجائزة والقائمين عليها فإنه الفضل الذي لا يستغرب من معدنه .. والأمير سلطان بن سلمان جدير بالإشادة لإسهاماته الوطنية المتعددة .

محمد بن عبد الله الحميد – عضو الجائزة

 

 

الغاط تزدان بجائزة الأمير خالد السديري

لعمـــرك ما الأيـــام إلا معـــارة                            فمــا إستطعت من معروفها فتزود

الشعب السعودي من أكثر الشعوب وفاء ومحبة للبذل في أوجه الخير ورعاية المساكن وذوي الحاجات ، وبالترغيب في حفظ كلام الله والتروي من رحاب العلوم النافعة ، والتحلي بهدي سيد المرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، وفي هذا الزمن المبارك زمن العطاء والتسابق في الحصول على قصب السبق فى التحصيل العلمي والأدبي ، بل وفي المجالات الأخرى ، فالإحتفاء بالمكرمين بتلك الحوافز بادرة طيبة ، تعد من مظاهر الحضارة المحمودة المحببة لبني البشر ، فهي دافع قوي لشحذ الهمم وتقوية العزائم ، كما أن حضور أولياء الطلبة والطالبات ونخبة كبيرة من العلماء والأدباء والمثقفين له دوره الفاعل في تقوية معنويات وتشجيع أولئك النشء وتلك البراعم ، كما تتابع المتفوقين فوق أعتاب منصات الحفل لإستلام جوائزهم من راعي الحفل مما يؤنس الأبصار ويبعث نشوة السرور في الصدور وهم متأبطين ثمرة إجتهادهم ، ومثابرتهم في إقتناص العلم وتثبيته في جدران ذاكرتهم ، فما أجمل منظر أولئك البراعم والشباب والبشر يطفح على محيا كل واحد منهم مبتهجين بلذة التفوق على أقرانهم وأترابهم ، فهاهم أبناء الأمير خالد بن أحمد السديري الأوفياء يواصلون إقامة حفلهم السنوي بعد ظهر يوم الخميس 1/3/1427هـ بالمزرعة الخالدية بمحافظة الغاط برعاية صاحب السمو الملكي الأمير المحبوب أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية ، إمتداداً للإحتفالات السنوية الي كانت تقام زمن إقامة معالي الأمير فهد بن خالد السديري أميراً بمنطقة نجران عام 1210هـ لتشجيع الشباب النابغين في التحصيل العلمي عام 1425هـ - 1426هـ بجائزة والدهم بمحافظة الغاط ، المجمعة ، الزلفي ولسان حال أبناء الغاط مسرورون بمشاركة أبناء جيرانهم وأقرانهم مرددين هذا البيت :

فــلا هطلــت علــيَّ ولا بأرضـــي                         سحــائــب ليــس تنتــظم البـــــلادَ

وكان في إستقبال الضيف الكريم رئيس وأعضاء لجنة الجائزة معالي الأمير فهد بن خالد السديري وإخوانه الكرام ، ومحافظ المدينة وأمين عام الجائزة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز المعيلي ولفيف من الحضور . وقد بدئ الحفل بكلمة ترحيب براعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية وشكره على تلبية الدعوة ورعايته لهذه المناسبة الجميلة ، كما رحب بالحضور على مجيئهم وتشجيعهم لأبنائهم المتفوقين ، ثم إستهل الحفل بآيات من الذكر الحكيم ، بعد ذلك توالى إلقاء الكلمات الجزلة الهادفة ، والقصائد الرائعة التي تحمل في ثناياها الترحيب براعي الحفل الأمير المحبوب ، والترحم على صاحب الجائزة الأمير الراحل خالد بن أحمد السديري ، وعلى أخويه مساعد ، وعبد الرحمن رحمهم الله جميعاً ، والشكر لرئيس لجنة الجائزة وإخوانه الكرام ، وتهنئة الفائزين بهذه الجائزة السنية ، وحثهم على الإستمرار في نشاطهم والتمسك بأهداب الشريعة الغراء والإبتعاد عن قرناء السؤ ، ومعلوم أن هذه الجائزة تعتبر من الأوائل في هذا المضمار الخيري ، ولعلم القائمين على مثلها يدركون أن الشعوب تقاس بتفوقها العلمي وبسعة آفاقها المعرفية والثقافية ، ما جعل الكثير من أبناء هذا الوطن يرحب بتعدد الجوائز في أنحاء البلاد مواكبة الركب الحضاري العالمي ، والتقدم العلمي والطبي . وفي نهاية الحفل نهض مشكوراً راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز فتوقف هنيهة أمام المنصة وكأنه يستجمع شيئاً ما من ذكرياته الجميلة مع خاله الراحل الأمير خالد صاحب الجائزة ، ومتأثراً برحيل أخيه الملك فهد بن عبد العزيز ، وخاليه مساعد وعبد الرحمن إبني أحمد السديري مع ترحمه عليهم جميعاً ، كما هو واضح في نبرات صوته .. فلسان حاله في تلك اللحظة يردد بين جوانحه هذا البيت المؤثر الذي هو بمنزلة جواب لسؤال مقدر :

بلــى أن هــذا الدهــر فــرق بيننا                        وإي جميــع لا يــفــرقــه الــدهـــر

فشكر رئيس لجنة الجائزة الأمير فهد بن خالد السديري وإخوانه الفضلاء على تفضلهم على دعوته ، وترحم على صاحب الجائزة ووصفه بأنه يعد من أفذاذ الرجال القياديين المحنكين الذين لهم باع طويل في خدمة الوطن في كثير من المواقع المهمة ، رحمه الله ، وما من شك أن تتويج المحافل بمثل هذا الشخص البارز البار يعطي أهمية في كثافة الحضور ، كما أن أبا عبد العزيز قد رعى حفل هذه الجائزة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً أي في ليلة الخميس 18 شوال 1411هـ بمدينة نجران ، وكان لي معه بعض الذكريات الجميلة في مناسبات كثيرة منها صحبته ومرافقته أثناء جولته التفقدية في أنحاء إمارة نجران وأنصاته لمطالب المواطنين وقت تشريفه ورعايته لهذه الجائزة هناك ، وستظل هذه الذكرى شمعة مضيئة في مضمر النفس مدى عمري ، مع صادق ودي لك يا أبا عبد العزيز مردداً هذا البيت :

فاســلم ودم أيهــا الأميـر مبتهجاً                         وخذ من العيش أصفاه وأضفاه

والشكر موصول لأصحاب الجائزة على تفضلهم وتشجيعهم للعلم وطلابه ، وقبل ختام هذه الكلمة الوجيزة أقدم تعزيتي في وفاة معالي الأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري للأسرة المالكة ، ولأسرة السداري وجميع أبناءه ومحبيه – رحمه الله – وأسبغ عليه شآبيب رحمته .

عبد العزيز بن عبد الرحمن الخريف

 

 

خالد السديري .. وتقدير الوطن ؟!

بقلم : محمد بن عبد الله الحميد

من حسن خواتيم المسلم أن يرزقه الله صدقة جارية أو إبناً صالحاً يدعو له وقد جمعهما الله للأمير (خالد بن أحمد السديري) بعد عمره المديد الذي أفناه في خدمة دينه ومليكه ووطنه متنقلاً بين مناصب قيادية وإدارية هامة متعددة في أنحاء المملكة كان لها الدور البارز فيما تحقق من الأمن والإستقرار وقيام الكيان الكبير منذ عهد الملك المؤسس (عبد العزيز) وأبنائه الملوك من بعده حتى وفاة الأمير وكان مشرفاً على إمارة منطقة (نجران) آخر مسؤولياته في عهد الملك (خالد) رحم الله الجميع .. وقد قام أبناؤه البررة وفي مقدمتهم الأميران (فهد وتركي) بتأسيس جائزة للتفوق العلمي أدت دورها على مدى سبع سنوات في منطقة (نجران) وبعد تقاعد الأمير (فهد الخالد) إنتقل نشاطها إلى إقليم (سدير) وأدخلت الفرحة إلى قلوب الكثير من الطلبة والطالبات من السعوديين والعرب والمقيمين هناك سنة بعد أخرى . وساعدت على إبراز المواهب الإبداعية والطاقات العلمية لدى الشباب لأن التشجيع المادي والمعنوي من أقوى الحوافز التحريضية للتنافس الشريف سيما أن الجوائز تسلم في إحتفالية كبيرة ترعاها إحدى الشخصيات العامة من أمراء الأسرة المالكة الكريمة . وهذه الجائزة تؤكد إهتمام الأمير (خالد السديري) بالعلم وطلابه فقد عرف عنه في الإمارات التي أدارها وبخاصة (جازان والخبر وتبوك) وأخيراً (نجران) أنه يستمع للأدباء والشعراء ويجزل لهم الأعطيات ويزور المدارس ويكافئ النابهين من الطلبة .  ولذا فإن إستمرارها ترجيح لموازين حسناته إن شاء الله تعالى .. وأرى أن خير ضمانة لذلك هو تكوين مؤسسة خيرية تحمل إسمه يشارك فيها أبناؤه والموسرون من أصدقائه وعارفي فضله أو إنشاء وقف عقاري إستثماري يصرف من ريعه على الجائزة ويظل مصدر دخل مضمون ودائم لها بمرور السنين .. وكلا المقترحين قابل للتنفيذ بحول الله ولكن المهم هو المبادرة إلى العمل الفوري فالوقت لا يتوقف في إنتظار المترددين ، وقامة مثل صاحب الجائزة جديرة بكل عرفان وتقدير .

المصدر : جريدة الرياض ص 26 بتاريخ 2/3/1428هـ

 

 

جائزة الأمير خالد بن أحمد السديري

أفذاذ الرجال تبقى سيرتهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . والأمير خالد بن أحمد السديري تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته إنسان عظيم بعظمة تاريخه الناصع بالوفاء والعطاء لهذا الوطن الكبير أفنى حياته أميناً مخلصاً يعلم أهم الحقائق التاريخية عن نشأة المملكة يعرف ذلك من عايشة عندما كان يعمل مع الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله رحمة واسعة ، وجائزة الأمير خالد السديري الذي رعى مناسبتها الأسابيع الماضية صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبد العزيز التى شملت خمسة وأربعين طالباً وطالبة يمثلون الفائزين بالجائزة هذا العام . وجائزة السديري تواصل عطاءاتها الخيرة منذ أحد عشر عاماً متنقلة بين منطقة "نجران" ومحافظة "الغاط" رعاها وإعتنى بها أبناؤه البررة الأمير فهد بن خالد السديري وإخوانه . وفاءً وتقديراً لذكرى والدهم الغالي المحبوب الذي أفنى عمره في خدمة دينه ثم مليكه ووطنه متنقلاً بين "عسير وجازان والمنطقة الشرقية وتبوك ووزارة الزراعة وأخيراً أمارة منطقة نجران .. وكما أشار الأستاذ محمد عبد الله الحميد فقد قاد الأمير خالد السديري المعارك العسكرية في عدد من الجبهات خرج منه منتصراً مؤزراً . كما كان له صلة حميمة بالعلماء والأدباء والمفكرين حتى أن مجلسه مفتوح دائماً للحوار والمذاكرة والمساجلة ، وإحتفائه بالشعراء الذين يحضرون مجلسه بين وقت وآخر . ومن مميزاته رحمه الله أنه كان يشجع طلاب العلم عند زيارته لهم في مدارسهم .. وظلت هذه الميزة ملازمة لأبنائه .

ولقد لقيت جائزة الأمير خالد بن أحمد السديري التقدير والرعاية من لدن أبناء الملك عبد العزيز طيب الله ثراه هذا العام – الأمير نواف بن عبد العزيز ومن قبله الأمراء نايف وسلمان وأحمد وسطام ومقرن ، وهذا الإهتمام وهذه الرعاية تدل على عمق الإحترام والتقدير لصاحب الجائزة كرجل دولة تخرج من مدرسة الملك عبد العزيز رحمه الله . وكان مخلصاً في أدائه لواجب عمله بتوجهات الملك المؤسس ثم أبنائه الملوك من بعده إلى أن أدركه الأجل المحتوم وهو على وفائه وإخلاصه لقيادته وبلاده .. لم يعرف الكلل حتى وهو في أشد المعاناة مع المرض . وتدعوني المناسبة إلى أن أشير هنا إلى أن الأمير خالد السديري غرس صفاته في أبنائه البررة الكرام فهد وتركي وإخوانهم الذين نهجوا سيرة والدهم وفاءً وعطاءً وحباً .. عرفت ذلك من خلال لقائي المتكرر بمعالي الأستاذ تركي ين خالد السديري في مجلسه الأدبي العامر بالرياض وفي مجلس معالي الأستاذ سعد الناصر السديري ولمست من معالي الأستاذ سعد السديري التقدير الكبير والإحترام الجم لمعالي الأستاذ تركي السديري ، وهذه صفات زكية تجدها في الرجال الأوفياء الكبار في إنسانيتهم ، الشامخين في وفائهم المخلصين لوطنهم ومواطنيهم .

مقبول بن فرج الجهني

 

 

أين البحث العلمي عن الأمير خالد السديري في جائزته ؟

حضرت عدة مرات حفل تكريم الطلاب والطالبات الفائزين بجائزة الأمير خالد بن أحمد السديري للتفوق العلمي بسدير والتي تشمل محافظات الغاط والمجمعة والزلفي لمختلف طلاب وطالبات التعليم العام من الصف السادس إبتدائي وحتى المرحلة الجامعية ، وقد وصل عدد المكرمين هذا العام لوحده 75 طالباً وطالبة . وتحظى خلال هذه السنوات برعاية كريمة وتشريف من كبار القيادات في هذه البلاد حيث رعى حفل تكريم الفائزين كل من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وآخرهم هذا العام صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز . وخلال هذه الإحتفالات أتعرف من حديث الشخصيات المشاركة في كل حفل على سجايا وصفات فريدة ومزايا ومناقب جديدة يتحلى بها الأمير خالد السديري – رحمه الله – لم أكن أعرفها من قبل من هذا المنطلق أرى من المهم أن يتم إستحداث فرع جديد لهذه الجائزة وهو الخاص بالبحث العلمي في الجوانب الثقافية والعلمية والإجتماعية والسياسية والإدارية ... إلخ ، من شخصية الأمير خالد السديري فيكون موضوع البحث للعام القادم على سبيل المثال في الجوانب التربوية في حياة الأمير خالد ، والسنة الثانية يكون في الجانب الإداري ، والسنة التي بعدها في الجانب السياسي ، ثم الجانب الأدبي ، ثم الجانب الإجتماعي ، ثم الجانب الشرعي . وإذا إنتهت الجوانب بعد عشر سنوات مثلاًً يتم جمع أفضل الدراسات في كتاب ويتم إصداره في سي دي ، ويتم الإنتقال بعد ذلك إلى الدراسات والبحوث عن أبنائه أو عن الغاط من مختلف النواحي ، مثل الموارد المائية في الغاط ، والسنة الأخرى عن الزراعة وأخرى عن المعادن ... إلخ .

إنني أجزم أن الدراسات عن الشخصيات المميزة مثل الأمير خالد السديري ستكشف العديد من الجوانب المهمة في تاريخ هذه البلاد وتقدم عرضاً موثقاً على مراحل التقدم في هذه البلاد . ومن جهة نظري الشخصية فإن إحداث هذا الأرشيف الشخصي للأمير خالد السديري قد إحترق قبل وفاته – ولهذا من المناسب المبادرة الآن للأخذ من صدور الرجال الذين عاصروه في تبوك ونجران ووزارة الزراعة ، وفي جميع المناطق والمناصب التي عمل بها والإطلاع على القرارات والوثائق التي صدرت أثناء توليه لجميع المناصب الإدارية التي تقلدها .

 منصور بن إبراهيم الحسين

مشرف الإعلام التربوي بتعليم الرياض

 

أنها لمناسبة عزيزة ومحافظة الغاط تحتفل بجائزة معالي الأمير : خالد بن أحمد السديري للتفوق العلمي وبراعية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير : أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية وهي تحمل هذا الإسم الخالد لشخص عزيز على قلوبنا جميعاً رجلاً يعد من أعلام الفكر والأدب في بلادنا الغالية ذاع صبته في أرجاء الوطن بل تخطى ذلك إلى خارج الحدود بما حازه من خصال حميدة وطباع فريدة ينضب مداد اليراع قبل أن تحصى أو تعد . أحب العلم والعلماء منذ نعومة أظافره عندما إنتقل مع والده من بلدة ليلى بالأفلاج مسقط رأسه إلى الغاط حيث دخل مع أخوانه ما يعرف بالكتاتيب فتعلم القراءة والكتابة ثم درس على أيدي مشائخ أجلاء وتعلم بعض العلوم على أيدي مدرسين أكفاء قبل إلتحاقه بأعمال الدولة . وإضافة إلى أعماله الإدارية فقد إهتم بالتعليم وحرص على دعم المدارس في جميع المناطق التي عمل بها متنقلاً من جازان وحاكماً إدارياً للظهران وأميراً لمنطقة تبوك مروراً بعمله وزيراً للزراعة في حوال عام 1375هـ ثم مشرفاً على أعمال أمارة منطقة نجران حتى وفاته رحمه الله عام 1399هـ تاركاً بصماته الجليلة في جميع المواقع التي عمل بها . فقد سعي فى تشييد المدارس الحكومية بمختلف مراحلها في تلك المدن بل إمتد ذلك إلى خارجها حيث شمل التعليم المحافظات البعيدة والقرى النائية التي أصبحت فيما بعد مراكز تجمع لأبناء البادية الذين نهلوا من مدارسها شتى العلوم النافعة وإكتسبوا مختلف أنواع المعارف وتخرج منهم المعلمون والمثقفون ، عمل كثيراً منهم في مناصب مرموقة بالدولة ز وقد حرص رحمه الله على تشجيع المتفوقين كما حرص أيضاً على زيارة المدارس وحث العاملين فيها على أداء رسالتهم العلمية على أكمل وجه في ظل حكومتنا الرشيدة التي أولت التعليم جل إهتمامها .

وكان مجلسه رحمه الله بمثابة حلقة من حلقات التعليم يعم منفعته من يحضر إليه فلا تكاد تجد في مجلسه إلا كل ذا علم من أدباء ومفكرين وشعراء . وبالمناسبة فإن معاليه من كبار الشعراء ، ولقد عرفته منذ صغري بحكم عمل والدي رحمه الله برفقته ، ثم عرفته وأنا شاباً يافعاً في مقتبل العمر حيث كان يحثنا على مواصلة التعليم مبيناً فوائد العلم ، ولقد عرفته أيضاً عند إلتحاقي بالعمل معه في أمارة منطقة نجران حيث كان بمثابة القائد الفذ المبدع في إدارته وقد إستفدت وغيري من أسلوب إدارته . وكان بمثابة المعلم القدير والموجه الناصح . لقد فقدنا بوفاته الأب الحنون والرفيق المعين بعد الله وسوف أكتب إنشاء الله في موضوع لاحق عن مواقفه المشرفة مع والدنا ولا نملك سوى الدعاء له بالرحمة والمغفرة وأن يجزيه الله خير الجزاء على ما قام به من أعمال جليلة وما قام به من بعده إبنه البار معالي الأستاذ : فهد بن خالد السديري رئيس لجنة الجائزة على أظهار هذه الجائزة إلى حيز الوجود بعد أن كانت فكرة حيث أقامها أولاً بمنطقة نجران طيلة عمله أميراً لها من بعد والده وبعد ذلك نقلها إلى محافظة الغاط حيث إستفاد منها أبناء الغاط والمحافظات والقرى الأخرى وقد ساهمت هذه في رفع درجة التحصيل العلمي والتنافس الشريف بين الطلاب في جميع المراحل الدراسية وخلق روح الحرص والمثابرة لدى الطلاب للحصول على أعلى الدرجات . فرحم الله معالى الأمير : خالد بن أحمد السديري وبارك الله في أبناءه من بعده .. والله الموفق .

 عبد الله بن نمر بن صنت العتيبي

رئيس مركز الزيمه بأمارة منطقة مكة المكرمة

 

سيرة عطرة للأمير خالد الأحمد السديري

بقلم عبد الله بن نمر العتيبي

سوف تحتفل محافظة الغاط هذه الأسبوع إن شاء الله بمناسبة جائزة الأمير خالد الأحمد السديري للتفوق العلمي ، وبرعاية معالي وزير التربية والتعليم فهنيئاً للغاط وأبنائه بهذا الإحتفال في مناسبة غالية . تحمل إسم شخص عزيز علينا رجل خلد له التاريخ إسمه بحروف من نور ، رجل يعد من أعلام الفكر والأدب ، نهل من غزير المعرفة والعلوم المفيدة على أيدي علماء أجلاء ورجال دين أكفاء مما رفع شأنه وذاع صيته في أرجاء الوطن لما يتمتع به من الحكمة والحنكة ودماثة الخلق . سطع نجمه حتى أصبح ركناً من أركان الحكم في عصره ، حيث نجح كحاكم إداري محنك ، له باع طويل في حل كثير من المشاكل التي كانت تعترض مسيرته العملية ، التي تدرج من خلالها في عدد من المناصب المهمة ، وعلمته التجارب كيف تدار الأزمات ، أحب الناس وعايشهم عن قرب على مختلف مشاربهم وإكتسب محبة الكبير والصغير ، لإهتمامه بأبناء وطنه من الرجال الطيبين ، وحرص كل الحرص على العلم والتعليم وقد كتب عن سيرته ومناقبه عدد من المنصفين من أدباء ومثقفين وأشاد به الشعراء ورجال المعرفة . وأنا عندما أكتب عن شخصه فإنني لا أوفيه حقه ولكن بما أنني من أسرة له الفضل عليها بعد الله في أمور كثيرة ، ومواقف نبيلة ومشرفة لا يمكن حصرها في عدد من السطور والرعاية الأبوية التي حظينا بها كما حظي بها والدنا من قبل ، فإنني أساهم بهذه المقالة في محاولة مني لرد شيء من الجميل الذي أسداه لنا . وهذا يذكرني بأبيات من مجمل قصيدة قالها الوالد نمر ، في الأمير خالد الأحمد السديري بعد أن وقف معه الأخير وقفة الرجل الشجاع في أمر لم يكن ليتم لولا توفيق الله عز وجل ثم وقفة معاليه بالجاه والمال ، حيث قال :

والله ثم والله بعزة جـــــــــــــــلاله                        مـا بــور فـي معروف أمير فطنلي

والله لـــو تخــدم عيالـــي عيــالــه                        ملحــق جــزا خــالد علـى ما فعلي

مــن بـار بالمعـــروف كنــه زماله                       هــذاك كـنــه واحــد مــا يــصـلـــي

وهذه القصيدة قيلت قبل أن تعرف الحياة الدنيا ، وإننا لن ننسى ما حيينا المواقف المشرفة لهذا الرجل الذي أكرم والدنا ، ثم عشنا   نحن أيضاً بكنفه معززين مكرمين ، حيث فقدنا بوفاته الأب والموجه والناصح لنا والساعد المعين بعد الله لوالدنا ورثاه الوالد بقصيدته المشهورة (سقى الغاط) ومنها :

سقى الغاط بدري الــى لاح بارقه                        ليــا شــافــه المسنــي لـزوم يحيل

يمطــر علــى قبر سكن فيه خــالد                        لعــل قبـــره كـــل يــــــوم يسيـــل

أقفيت من عنده وأنا أذود عبرتي                        مثل الخلــوج اللــي تجــر عـــــويل

إلى آخر ما جاء بالقصيدة . ومن هنا ومن جوار البيت العتيق بمكة المكرمة ، فإننا نتوجه بالدعاء لله عز وجل بالرحمة له وأن يجزيه جزيل الأجر والثواب ، وكان عزاؤنا من بعده في أبنائه الكرام وفي مقدمتهم معالي الأمير فهد بن خالد السديري الذي عملت معه أنا وأخي طيلة مدة عمله كأمير لمنطقة نجران لم نر منه إلا كل إحترام وتقدير وإذ أجدها فرصة سانحة لأقدم له الشكر على ما قام ويقوم به من جهود حثيثة لإنجاح هذا الحفل الذي سوف يعم نفعه إن شاء الله طلبة العلم . وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول ما قاله الوالد رحمه الله تعالى ممتدحاً هذه الأسرة الكريمة ، أسرة آل السديري ، حيث ورد في أحد قصائده هذا البيت :

السدارى جعـل ما يمحى لهم ذرية                        عارف قدري مع الأول وعند التالي

والسلام .

رئيس مركز الزيمة – إمارة مكة المكرمة

المصدر : جريدة الرياض ص 26 بتاريخ 2/3/1428هـ